القهوة وفوائدها
تجعلك القهوة أكثر نشاطاً وتركيزاً وأكثر حيوية في يومك، تعالَ معي في رحلة أحدثك فيها عن المشروب الأكثر تداولاً في العالم والذي ينصح جميع الأطباء بتداوله.
تاريخ القهوة
هل تعلم عزيزي أن شجيرة صغيرة تنتج حبوباً تستمر في التربة من ثلاث إلى أربعة سنوات هي الأكثر طلباً في العالم أجمع! ويرجع تاريخ القهوة إلى الأزمنة الوسطى حيث يعتقد العلماء أن بداية ظهورها كان في البراري الأثيوبية، ولكن تشير الأدلة أنها ترجع إلي القرن الخامس عشر، حيث وجدت ٱثار لأشجارِ القهوة في الأديرة الصوفية في اليمن، ومن ثم انتشرت في القرن السادس عشر في الشرق الأوسط وجنوب الهند وجنوب شرق ٱسيا، وإنتشرت في أوروبا من خلال إيطاليا وتركيا وجزيرة البلقان وأمريكا بعد إكتشافها من قبل البرتغاليون، وأصل تسمية القهوة بهذا الإسم جاء من كلمة هولندية ولكن تم التعديل فيها من قبل العرب، سميت بإسم قهوة لتدل على مصطلح "عدم الجوع " أو "القوة" نظراً لما يحمله ذلك المشروب من إنزيمات ساعدتهم في عدم الجوع، ولكنه عرف عند العرب بـ"البن" الذي يأتي من الجبال الحبشية إلي شمال إفريقيا وشبه جزيرة العرب.
المخدر المعجزة
ترجع بداية ذلك المخدر المعجزة عندما ذهب الشيخ أبي الحسن الشاذلي إلي إثيوبيا ولاحظ أن السكان يتحدثون أن الطيور أكثر نشاطاً، فهي تهبط لتأكل من شجيرات غريبة كان يعتقد أنها نوع من التوت حيث وصفها السكان بـ " المخدر المعجزة"، ولكن عندما ذهب الشيخ أبي الحسن الشاذلي وكان معه أحد تلاميذه عمر إلى أحد الديار في كهوف الجبال، فأستندَ عمر فأكل من أحد حبوب الأشجار لكنه وجدها شديدة المرارة، فقام بتحميصها لكنه تفاجأ انها اصبحت شديدة الصلابة فأتي بقدر من الماء و قام بغليها فأنتجت لون داكناً في المياة، ولما شربها لاحظ أنه أصبح قليل الخمول وشعر بنشاط إستمر لعدة أيام، وبعد ذلك كانت تصدر إلي العرب والمسلمون حتى أصبحت مشروباً رسميا عند العرب وكان يعتقد أنها حلت محل الخمور التي حرمها الله بالإسلام حيث أرسلها مع سيدنا جبريل مبعوث رب العالمين إلي محمد "صلي الله عليه وسلم"، وكان العرب والمسلمون يستخدمونها حيث تجعلهم يصومون النهار ويسهرون الليل في أيام رمضان، وعندما احتل العرب شبه جزيرة اسبانيا والبرتغال صدر العرب ذلك المشروب الذي انتشر بصورة أوسع عند الأوروبيين واصبحوا حتى الأن أكثر الفئات المستهلكة للقوة وأولهم إنجلترا.
فوائد القهوة
إننا نتحدث عن مشروب سحري في تأثيرة فالقهوة لها إفادة عظمى في تأثيرها في تقليل الإصابة من أمراض عديدة على من يشربها ومنها:
- السرطان المميت نُشرت دراسة في مجلة NUTRITION AND CANCER عام 2005، أن القهوة لها تأثير ضد سرطان الرئة فـ " مركبات الفلافونويدات" الحاوية لها القهوة تعمل كمضادات للأكسدة التي تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، ورغم أن الدراسات متعارضة في أن القهوة الحاوية على الكافيين فقط هي من تعمل على إبطال "مركبات الفلافونويدات" في علاج ذاك النوع من السرطان، إلا أن هذا الرأي ضعيف جداً.
- مرض النقرس: يقلل شرب القهوة بنسبة 3 أكواب يومياً من الإصابة بمرض النقرس عند الرجال حيث تعمل على زيادة نسبة اليوريك أسيد في الدم في حديث مجلة Rheumatism عام 2007 ومجلة nature عام 2014 حيث تشترك مركبات القهوة في حماية الجسم من العديد من الأمراض مثل النقرس، ويزيد بصفة أكبر في القهوة العادية الغير خالية من الكافيين.
- إنسداد الشرايين: تعمل القهوة على علاج إنسداد الشرايين ما يسمى "الكوليسترول" حيث يقلل من تكتل الدهون الثلاثية في الدم والبروتين منخفض الكثافة، ولكن يفضل القهوة العادية وليست منزوعة الكافيين فعليك بشرب 6 أكواب يومياً، والكوليسترول مضر جداً في الجسم حيث أنه يزيد من أعراض الإصابة بتجلط الدم في الشرايين وهو ما يؤدي إلي الموت المباشر إذا لم يتم علاجه خلال فترة تصل لبضعة ساعات.
- حصوات المرارة: يقلل شرب القهوة من الإصابة بحصوات المرارة، والمرارة هي التي تصنع العصارة الصفراوية التي تساعد في هضم أنواع عديدة من الطعام وقتل الكثير من البكتريا الضارة داخل الأمعاء و المعدة والأكثر إصابة به هم النساء حسب ما نشرت صحيفة Amrican Journal of Epidemiology عام 2000، وأكدت المراكز الطبية في أمريكا وأوروبا.
- الكافيين وضغط الدم: تشير الكثير من التقارير إلى أن الكافيين يؤثر في ارتفاع ضغط الدم كما نشر في مجلة Journal of the American Geriatrics Society، وينصح أحيانا بإستشارة الطبيب في المشروبات الحاوية للكافيين خاصة لمرضى الضغط المرتفع، ويؤدي شرب كوبان أو أكثر من القهوة في رفع مستوى ضغط الدم بمنسوب 10 ملي زئبقي في جهاز قياس ضغط الدم، حيث شرب الكافيين يؤثر على الوظائف الفسيولوجية للجسم ويؤدي إلى الشعور بالتبول الزائد بعد رفع ضغط الدم فيلجأ الجسم إلى التخلص من الأيونات الموجبة بداخله المقلل لتنشيط الخلايا العصبية، و تزيد من نسبة هرمون "الأدرينالين" الذي بدوره يؤدي إلى رفع ضغط الدم داخل الجسم مما يؤثر علي بعض كبار السن، وتحدثت مجلة BBC البريطانية عام 2016 في حديثها عن ضغط الدم فى القهوة أنها تحافظ على مستوى ضغط الدم عند الأشخاص الذين يشربونها بمستوى منتظم يومياً، حيث إن الكافيين يساعد علي ضبط مستوي منتظم للدم بحيث يساعد على مستوى ممتد في الحفاظ على مستوى ضغط الدم.
- مرض السكري: أشارت العديد من الدراسات إلى أن إنزيمات القهوة تعمل على تقوية البنكرياس يفرز السكر في الدم من من الأنسولين الذي يقلل مستوى السكر في الدم عند الهضم وشرب المشروبات السكرية التي تزيد نسبته، وغير ذلك إذ تساعد على الحماية من الإصابة بمرض السكري، وايضاً يجب على شاربها التقليل من نسبة السكر بها حتى لا يؤدي إلي إرتفاع نسبته في الدم مما يضاهي عمل القهوة كما قالت صحيفة bbc البريطانية عن مرض السكري والقهوة.
- الرعاش: أو ما يسمى بمرض باركنسون هو مرض الرعاش الذي يصيب الخلايا العصبية في الجسم حيث يؤثر مرض باركنسون في الأوامر العصبية المتحكمة في العضلات على المدى البعيد في اليد، ثم ينتقل على نطاق واسع في الجسم في اليد الأخرى والأصابع والأطراف البعيدة بالجسم، وتحتوي القهوة على الكافيين المؤثر المحافظ على الجسم من ذلك المرض الذي يأتي للرجال والنساء من كبار السن كما أشارت صحيفة movement Dcords عام 2012 في تقاريرها عن مرض باركنسون.
كما تحتوي القهوة على معادن وعناصر مهمة للجسم ومنها:
- مضاد الأكسدة: تعرف القهوة بأنها تحوي مضادات للأكسدة من مركبات الفينول الحاوية لها فهي تمنع من أكسدة كرات الدم الحمراء بخلوها من الهيموجلوبين المؤثرة بدورها على مستوى الأنيميا في الجسم والتي تؤدي إلي ضعف الجسم وفقر الدم في الحصول على الأكسجين وتقلل من الجذور الحرة التي تسبب ضررا لخلايا الجسم.
- فيتامينات واكاسيد مهمة للجسم: تحتوي علي فيتامينات ومعادن مهمة للجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم والماغنسيوم والنياسين، وهي مواد مهمة لعمل الخلايا العصبية المتحكمة في حركة العضلات ونشاطها والتي بدورها تصل لحويصلات الخلايا العصبية ف تدعمها في عملها.
- النشاط البدني: تعمل حبوب القهوة كمنبهات للخلايا العصبية و لعضلات الجسم حيث أنها تحتوي على الكافيين المساعد في النشاط العقلي وزيادة التركيز، فقد جرت بعض الدراسات بقياس النشاط على بعض الأشخاص بشرب كوب من القهوة و كوبان وثلاثة أكواب، وقياس مدي النشاط البدني والعقلي عندهم فوجد أن القهوة محفزة للنشاط البدني و العقلي بصورة كبيرة كلما زادت النسبة، وذلك تبعاً لدراسة مجلة European Journal of Clinical Pharmacology عام 2005 أكدت في دراستها على النشاط الزائد بزيادة شرب القهوة.